الاحتلال الاسرائيلي هو فكرة قائمة منذ وعد بلفور قادت إلى فرض نفوذ دائم على الأراضي الفلسطينية. بدءًا من بحيرة طبريا ووصولا إلى أقصى جنوب فلسطين على حدود البحر الأحمر.
على سبيل المثال ، قد تشير العديد من الرائجات الغربية بأن الاحتلال الإسرائيلي بدأ فعلته منذ عام 1967.
إلا أن الفلسطينيين أنفسهم يقرون بأن دولة الاحتلال بدأت تمهيد قيامها منذ عام 1880. إن جاز التعبير بعد سقوط آخر نعش من سيادة الدولة العثمانية مطلع القرن التاسع عشر.
و بالتالي تسببت سياسة دولة الاحتلال في مصادرة أراضي الشعب الفلسطيني وبناء مربعات من المباني ومراكز الخدمات غير القانونية مع نزع الملكية الفردية والعامة من الشعب الفلسطيني.
ولا شك بأن معاناة الفلسطينيين كانت ولا تزال تتجرع الألم في كل حين. سواء في مناطق الضفة الغربية وحتى قطاع غزة المحاصر والذي يضم أكثر من نصف سكان فلسطين النازحين من الداخل.
واحدة من اسوأ ما يقوم فيه الاحتلال كل يوم هو تعطيل جوانب حياة الفلسطينيين والحد من ممارسة أعمالهم الطبيعية مثل بقية الشعوب.
و بالتالي ، يصحب ذلك أثر حتمي ومباشر على جوانب الحياة اليومية للفلسطينيين. على سبيل المثال تقويض صلاحيات الحكم الذاتي والتنقل بين الأحياء والمدن الفلسطينية.
بالإضافة إلى صعوبة السفر والعودة من الخارج أو حتى زيارة الأقارب أو الذهاب للمدارس والجامعات.
قد يضم ذلك أعمالا ونشاطات أخرى أيضا مثل الحد من تحقيق سبل العيش لدى الشعب الفلسطيني. وذلك من خلال منع الوصول إلى الأراضي الزراعية الخاصة بهم.
أو حتى سرقة المحاصيل الزراعية مرارا وتكرارا ومن ثم بيعها لهم و فرض إتاوات إضافة عليها و على إمدادات الكهرباء ودفع الضرائب وما دون ذلك.
في الواقع فإن دواعي الاحتلال الإسرائيلي كانت ولا تزال محط اهتمام العديد من الدول الصهيونية. وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
إن أهم ما يريده الغرب هو السيطرة على خطوط وإمدادات الموانئ البحرية الخاصة بالشرق الأوسط. وذلك حفاظًا على مسار تجارة البضائع الهندية والآسيوية ما كان بطبيعة الحال مدعاة لاستمرار قيام دولة إسرائيل.
و بالتالي فإن امتلاك مصادر النفط والغاز الطبيعي والذهب وبقية المواد الخام لأوروبا و أمريكا. هو حافز رئيسي للحفاظ على الاحتلال الإسرائيلي في ظل سرقة خيرات العرب لأكثر من 100 عام!.
في طبيعة الحال نحن نتحدث عن حكم وبسط نفوذ على سيادة مسلوبة من الشعوب العربية . بدلا من الحديث عن معظم شعوب الدول الغربية التي علت أصواتها مؤخرا في طعن شرعية الاستيلاء على أي أرض دون حق .
و بالتالي فإن القضية لا تتعلق فقط بسرقة دولة الكيان الأراضي والموارد.
بقدر ما يصب اهتمامها على القيام بنشاطات قد تبدو وكأنها قانونية. مثل دخول السلع إليها والتبادل التجاري واستقطاب عمال في المستوطنات الإسرائيلية.
حيث أن ذلك من شأنه مساعدتها على الربح والازدهار.
يكمن خلاف الشعوب الجرمانية مع اليهود منذ العصور الوسطى. ويصف كتاب العهد القديم اليهود بأنهم قتلة المسيح من وجهة نظر الكنيسة البابوية.
و بالتالي فقد دعت منظمات متعددة من الكنيسة إلى الحد من وجودهم. أو على الأقل التزامهم بمعايير الكنيسة الكاثوليكية والكف عن الحركات التنويرية والكلفانية مثل إحياء محافل سرية منظمة للقيام بطقوس شيطانية.
في مطلع القرن الخامس عشر ظهر راهب ألماني يدعى مارتن لوثر بعد تناقضات وجهها للكنيسة البابوية حول مصداقية صكوك الغفران.
لم تكمن الفكرة حول ماهية طقوس العبادة لكن قيام لوثر بعرقلة أعمال الكنيسة من خلال خطابات طالبت بتوحيد العبرانيين مع المسيحيين تحت اسم أبناء الرب هو من قاد إلى حركة التنوير.
من هنا ظهرت أول حركة صهيونية تحت مذهب الكنيسة البروتستانتية تطالب نقل اليهود إلى منطقة القدس.
وبالتالي بناء يهودا والسامرة لتضم معها جبل صهيون وانتظار خروج المسيح الدجال.
وأدت تلك الإثنية في نهاية المطاف إلى نشوب حروب وصراعات عالمية ضدها مع استنكار ما تقوم به.
على سبيل المثال رفضت دول وممالك قديمة لأوروبا والامبراطوريات الشرقية والخلافة الاسلامية وصول هذه الحركات إلى حكم العالم بكافة السبل.
حقيقة الاحتلال الإسرائيلي تكاد تكون مؤلمة بالفعل كوني أتحدث عن نفسي وأنا لاجئ من أصول فلسطينية.
فقد قام الاحتلال الفاشي بتهجير أجدادي من هذه الأرض عام 1948 إلى القدس وبعدها بقينا عشرون عام تقريبا ثم نزحنا إلى الأردن الشقيق.
كل ذلك يأتي نتاج وحشية هذا الكيان في ارتكاب مجازر بحق أقاربنا وأبناءنا. والذي دفع بنا في نهاية المطاف إلى الهجرة قسرا بعيدا عن مساعي دولتهم المزعومة.
لا شك بأن العرب يدفعون ثمن الضرر الذي لا يزال يحدثه الاحتلال الإسرائيلي على معيشتهم .
كما عهدنا في تاريخنا وثقافتنا فإن العربي لا يرفض فكرة وجود أطياف وأيدولوجيات متعددة من النسيج الإجتماعي.
لكن ما يعيق العربي بالفعل هو تعزيز حكم الأقليات التي تم جلبها من الخارج بحماية دولية.
ما يؤدي إلى تمكين أداة حكم غربية في سيادة المنطقة بعيدا عن أهواء ومتطلبات شعوب الأصل.
على صعيد نفسي وسياسي واجتماعي ، فإن امتلاك العربي أرضه وصناعته وأجياله هو أهم ما يقود إلى مؤشرات عيش المنطقة بسلام.
وبالتالي فإن الرضوخ لمطالب دول الغرب باستمرار لا تعطي سوى بطانة مزيفة للحكم دون الاكتراث لما تتذوق الأمرين منه شعوبنا.
لا شك بأن العديد من دعاة الحداثة والإمبريالية يتهمون شعب فلسطين بأنه لا يريد تحقيق السلام مع دولة إسرائيل.
عن أي سلام نتحدث عن مصافحة أيدي مليئة بدماء الفلسطينيين ؟ ، ولماذا يتم النظر إلى المقاومين الفلسطينيين على أنهم حركات إرهابية على الرغم من أن من يقاوم الإحتلال هم أبناء المنطقة فقط!.
في نهاية المطاف لا بد من ذكر أن المنتصر دائما هو من يقوم بسن التشريعات وكتابة التاريخ.
ونعود ونذكر من جديد أن على الغربي أن يتخلى عن فكرة الغزوات المتهالكة التي كان يقوم بها في العصر الحجري و النحاسي.
على الرغم من أن الغربي يمتلك أجواء العالم في الوقت الحالي. إلا أن اقصى ما يمكن فعله هو الطير في السماء في حال ما نجحت الرحلة ومن ثم إلقاء القنابل على الأطفال والنساء والأبرياء.
الآن تظهر قوى جديدة رغما عنه وعن القدرات العسكرية الفائقة التي يملكها لتحل مقاعد جديدة على سدة الحكم تطالب بحقوق الآباء والأجداد.
و بالتالي عندما يصبح القاصي مكان الداني أو الاثنين معًا فلنعلم أن علينا إعادة النظر في حقوقنا كعرب ومسلمين من جديد.
في نهاية المطاف سوف يقف الظالم عابسا أعمى أمام مرآة الحياة التي يصعب رؤية ألوان العدالة فيها.
المراجع
وقت النشر : 2024-07-21 20:02:56 ·
يعتمد هذا الموقع على عرض الإعلانات في تحقيق الدخل ، نشكر تفهمكم الدائم ونتمنى لكم قضاء وقت رائع ... وشكراً :D .