هايبر أكتيف

الارشيف العربي للمعرفة
الصفحة الرئيسيةسياسة الخصوصيةشروط الإستخدامتواصل معنامن نحن

الكود الزائف : Pseudocode



في مجال الحاسوب يوجد شيء يسمى الكود الزائف (Pseudocode)، وهي فكرة تعلمتها من مجال التقنية، وهذه نظرية قائمة ومثبتة تعكس طريقة حل أي مشكلة في ظل موارد محدودة للغاية.

عندما درسنا البرمجة والشبكات، تعرضنا لمفهوم الكود الزائف (Pseudocode)، وهو كيفية التعامل مع حل مشكلة ما عن طريق الورق والخربشات والكتابة بلغة لا علاقة لها بالحاسوب، مثل القيام بتجزئة المشكلة وتقسيمها إلى أجزاء أصغر فأصغر.

في فترة من الزمن، وبعد أن اشتدت على نفسي مشاكل الإدراك، بدأت أشعر أن نفس النظام الذي نستخدمه في الحاسوب ينطبق على حياتنا اليومية، دون الحاجة لتقنية أو أي نوع من التطور.

المشاكل التي نمر بها في حياتنا غالبا ما تتطلب نفس الطريقة، بنفس الأسلوب، بنفس كل شيء. كم منّا مر بموقف صعب وبدأ يركز بشكل عالٍ على حل المشكلة، حتى وإن اضطر الأمر إلى العودة إلى أسلوب الحياة البدائية.

في النهاية، التركيز على حل المشكلة بشكل مجرد هو بداية الخروج من القيود التي نعيش فيها.

وهذا الأمر ينطبق تمامًا على الحياة لكل إنسان يعيش فيها، بغض النظر عما إذا كنا نشكل جزءًا من مشروع خلقي غيبي أو في خدمة الخالق (الله) أو موجد في هذه الحياة.

لكننا وبكل أسف، نتحمل بشكل مطلق المسؤولية والعواقب في خلق الأفكار الجديدة وصعوبة تقبلها والتعايش معها من قبل الآخرين. وهذا يقود في نهاية المطاف إلى الوقوع في مشاكل جديدة والتعامل معها بطرق مدروسة.

على سبيل المثال، إذا دخلت إلى السجن وحكم عليك بعدد من السنوات الطويلة، أول شيء ستدركه هو فقدانك لحريتك، وهو أمر مكلف للغاية.

داخل هذا السجن، ستبدأ في تقسيم المشكلة إلى أجزاء أصغر (Pseudocode) للخروج من المأزق، مما يعني أنه يجب عليك بناء حدود حريتك داخل السجن وخلق جو جديد من الأهداف والخطط حتى تتمكن من الخروج من هذا العائق.

حتى لو اختلفت المعايير بشكل كبير داخل السجن، إلا أنه عندما تعتاد على المشهد وتستمتع بالقراءة كمجرد وسيلة لتمضية الوقت، ستكتشف أن الشخص الذي خارج السجن هو سجين آخر، ضحية لمتطلبات الحرية المزعومة.

وفي الختام، المغزى من هذا الكلام هو أن المشاكل التي تمر بها قد تكون ذات نفع كبير لك، حتى وإن كنت لا تدرك ذلك، وقد تقودك إلى مشروع وأهداف جديدة في حياتك، بغض النظر عن المعايير التي في عقلك.

لكن القدرة على حل المشاكل لا تبرر قبول طريقة الفوضى الخلاقة في ترتيب الأمور. فمثلاً، لا يجب فتح عيادة طبية ونشر المرض بين الناس لكي يأتوا للعلاج فيها، كما فعل الإنسان المعاصر عندما دمر الكون بحداثته للأسف.


تمت الكتابة بواسطة : محمد

آخر تحديث : 2025-03-14 14:50:44