فيلم الفخ : وحدث واقعي ألهم المخرج نايت شيامالان

M. Night Shyamalan ليس غريبًا على أفلام الإثارة ذات المفاهيم العالية. أحدثها فيلم الفخ ، الذي يتبنى أسلوبًا مستوحى من فيلم "صمت الحملان".

إذ يضعه في سياق غير متوقع: حفل موسيقي مزدحم لنجمة البوب ليدي رافين (التي تؤدي دورها ابنة المخرج ساليكا).

على سبيل المثال ، كوبر (جوش هارتنت) هو أب عادي من الضواحي يأخذ ابنته لرؤية فنانتها المفضلة.

وأثناء حديثه مع بائع التذاكر، يكتشف هارتنت أن العرض هو في الحقيقة فخ : لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي خطة للقبض على قاتل متسلسل يُدعى "الجزار" بعد أن علموا أنه سيكون حاضرًا.

في حين ، كما يكشف العرض الترويجي، فإن كوبر هو الجزار وعليه أن يجد طريقة للهروب.

على الرغم من أن القصة قد تبدو غير عادية، إلا أنها تستند جزئيًا إلى قصة حقيقية. ذلك بعدما كشف شيامالان أن فيلم الفخ مستوحى من عملية "Operation Flagship" الواقعية.

فيلم الفخ مستوحى من قصص حدثت بالفعل!

في لقاء مع مخرج فيلم الفخ شيامالان لبي بي سي نيوز: "سمعت عن هذا الأمر عندما كنت طفلاً واعتقدت أنه يبدو سخيفًا تمامًا، لكن يبدو أنه حدث فعلاً." وأضاف: "لقد كان شيئًا شغل ذهني كثيرًا عندما وقع."

في ديسمبر 1985، نظمت عملية "Flagship" من قبل مشاة البحرية الأمريكية وإدارة شرطة العاصمة واشنطن، خدعة لأكثر من 100 هارب مطلوب للحضور إلى مركز مؤتمرات واشنطن.

حيث تم تقديم اللقاء كفرصة للفوز بتذاكر مجانية لمباراة بين فريق واشنطن رد سكينز (الآن The Washington Commanders) وفريق Cincinnati Bengals.

بالإضافة إلى فرصة الفوز بتذاكر لحضور بطولة Super Bowl لعام 1986.

في حين قيل إن الحدث كان جزءًا من احتفال خاص بافتتاح شبكة تلفزيونية رياضية جديدة في العاصمة تُدعى Flagship International Sports Television Inc.

(والتي حينئذ تشترك في نفس الاختصار مع فريق الضربة الاستقصائية الهاربة التابع لخدمة المارشال الأمريكية). للحصول على تذاكرهم، وبالتالي فقد طُلب من "الفائزين" الحضور لتناول وجبة الإفطار قبل ساعات قليلة من المباراة.

عند وصولهم، تم تقسيم الهاربين إلى مجموعات صغيرة ونقلهم إلى "غرف الاحتفال" التي كانت مزينة بالوجبات الخفيفة والملصقات التي كتب عليها "لنحتفل!".

في حين تظاهر المارشالات وضباط الشرطة بأنهم موظفون في الحدث، بينما ارتدت بعض الضابطات زي المشجعات واحتضنّ الضيوف للتحقق من الأسلحة.

بالإضافة إلى توزيع بالونات ملونة على الرجال، حيث حصل المجرمون العنيفون على بالونات حمراء.

في الوقت ذاته يتظاهر لوي ماكيني، رئيس عمليات التنفيذ في قوات المارشال الأمريكية، بأنه مدير الحدث وألقى خطابًا أمام الحضور قبل توزيع الجوائز.

وبطبيعة الحال عندما أعلن ماكيني عن "مفاجأة كبيرة"، دخل المارشال الغرفة لاعتقال الهاربين، وبالتالي لقد كرروا نفس العملية مع كل مجموعة.

في نهاية المطاف أصبحت هذه العملية واحدة من أنجح عمليات الاعتقال الجماعي للهاربين في تاريخ الولايات المتحدة.

وصف شيامالان الأمر قائلاً لمجلة إمباير في يوليو/تموز: "كان رجال الشرطة فعلاً يرتدون زي المشجعين والتمائم. وتم القبض على جميع المجرمين. لقد كان الأمر معقدًا ومضحكًا للغاية!".

الاستعاضة عن تذاكر ودعوات كرة القدم

بدلاً من استخدام لعبة كرة القدم الشهيرة (وفي وقت العملية الرئيسية، كانت تذاكر Redskins سلعة رائجة بشكل خاص)، حيث اختار شيامالان إقامة الفخ في حفل موسيقي على نطاق واسع مشابه لعرض "Taylor Swift Eras Tour".

حيث أدلى المخرج بقوله لمجلة Empire: "قمت بإعداد حفل موسيقي كامل. لم يكن الأمر مجرد خلفية ؛ بالتالي هو جزء أساسي من القصة.

في حين لا يوجد حفل موسيقي مستمر، وأحب فكرة أن السينما يمكن أن تكون نوافذ داخل نوافذ. أحد أسباب مشاهدة فيلم الفخ في صالة السينما هو وجود حفل موسيقي حقيقي لا يمكنك رؤيته إلا في هذا الفيلم."

وقد كان العميل الفيدرالي المتقاعد توبياس روش جزءًا من العملية الأصلية، علق على دقة تصوير شيامالان للأحداث في فيلم الفخ لمجلة GQ البريطانية.

في فيلم الفخ ، يوجد فريق SWAT ينتظر في الخارج، بالإضافة إلى رجال شرطة مرئيين في الداخل يقومون باستجواب رواد الحفل الموسيقي.

لقد جادل روش بأنه كان ينبغي على الضباط أن يكونوا أكثر تخفيًا. وأوضح أن العملية الأصلية كانت مخططة بعناية لتجنب أي شبهات من أجل تشتيت انتباه المجرمين، مما ساعد على نجاحها.

في الفيلم، يكشف بائع ثرثار عن المخطط. صرح روش لمجلة GQ بأنه في مثل هذه العمليات، يجب على الجميع الالتزام بالخطة بدقة لضمان نجاحها.

بينما أضاف أن محاميًا من شركة محلية كانت تمتلك الحقوق الحصرية لألعاب Redskins حضر إلى مركز المؤتمرات، مشيرًا إلى أن الحدث الافتتاحي لشركة البث "Flagship International Sports Television" - الذي كان زائفًا - كان غير قانوني.

حيث تم أخذ الرجل جانبًا وأُبلغ بالحقيقة، لكنه حافظ على سرية المعلومات.

وقال روش أيضًا : "كان ممتازًا في التعامل مع الوضع. وفي النهاية، شاهد عملية القبض بالكامل معنا من غرفة التحكم." لو كان المحامي قد كشف عن المخطط، لكانت العملية قد أُوقفت.