قد تكون قد استمتعت بأداء الممثلة الإسبانية باز فيجا في أفلام مثل Spanglish وSex and Lucia وActs of Vengeance وRambo: Last Blood، أو ربما شاهدتها في مسلسلات مثل The OA أو Kaleidoscope من إنتاج Netflix.
الآن، تنتقل باز فيجا إلى خلف الكاميرا كمخرجة لأول مرة من خلال فيلم ريتا، الذي عُرض لأول مرة عالميًا مساء الجمعة ضمن الدورة السابعة والسبعين لمهرجان لوكارنو السينمائي.
وذلك في ساحة بيازا غراندي الخلابة بمدينة لوكارنو السويسرية. كما تلعب فيجا دور الأم في الفيلم، وينضم إليها في طاقم العمل كل من صوفيا أليبوز وأليخاندرو إسكاميلا وروبرتو ألامو.
إشبيلية، صيف عام 1984. ريتا ولولو هما أخ وأخت، يبلغان من العمر سبع وخمس سنوات، ويعيشان في قلب عائلة متواضعة من الطبقة العاملة"، كما يُوضِّح وصف حبكة فيلم ريتا.
قبل العرض العالمي الأول لفيلم Rita، أجرت باز فيجا مقابلة عبر Zoom مع جورج شزلاي من THR، إذ ناقشت من خلالها الدوافع وراء صناعة الفيلم، تجربتها في الكتابة والإخراج، وأهمية تقديم وجهة نظر الأطفال، بالإضافة إلى خططها المستقبلية.
من هنا ، كيف جاءت فكرة ومفهوم فيلم ريتا؟
ترد باز فيجا لطالما رغبت في مشاهدة فيلم يتناول هذا الموضوع. أحببت فكرة مناقشة شيء مظلم لكن بأسلوب خفيف. أردت أن أكتب رسالة حب إلى طفولتي، وإلى زمن مضى ولن يتكرر.
كنت أريد تسليط الضوء على فترة معينة في إسبانيا في الثمانينيات. لقد جئنا من فترة ديكتاتورية (ديكتاتورية فرانسيسكو فرانكو التي استمرت من 1939 إلى 1975).
وبالتالي كانت الثمانينيات بمثابة انفجار لكل شيء جديد، الحرية والابتكارات. لكن الناس لم يكونوا مستعدين لتلك الحرية.
يظهر هذا في الفيلم من خلال مناقشة قوانين جديدة مثل قانون الطلاق. كان يُعتقد أن الجميع سيتطلقون لأن الحرية أصبحت متاحة.
لكن الواقع كان مختلفًا؛ فقد كان الناس خائفين من هذه الحرية. لذلك، كان لدي الكثير من الأمور التي أردت استكشافها في فيلمي الأول.
تضيف باز فيجا قائلة : القصة شخصية للغاية عندما بدأت بكتابة السيناريو، كان من الأسهل بالنسبة لي الكتابة عن شيء أعرفه جيدًا.
لقد وضعت القصة في هذا الزمن الماضي. لدينا مشكلات وقضايا مشابهة الآن، ولكن لا أعرف كيف يكون الحال في الطفولة اليوم.
فقلت: "لنعد إلى الماضي". وعندما عدت إلى الماضي، عدت إلى طفولتي.
حيث اكتشفت الكثير من الأشياء وشعرت أنه من الممتع التحدث عن الماضي لأننا لا نعرفه حقًا. لدينا ذكرياتنا الخاصة، نعرف طفولتنا، ولكن أردت أن أستعرض فيلمًا يرتبط بتلك الطفولة.
لذا، قررت أن أعود إلى الثمانينيات، إلى اللحظة التي كنت فيها في السابعة من عمرك في إشبيلية.
فيلم ريتا ينعكس في الحي الذي نشأت فيه تقريبًا، وأعتقد أن هذا يجعل الفيلم أكثر واقعية ومصداقية. بالنسبة لي، كان هناك ضغط حقيقي وعاطفي شديد.
الأطفال الذين يلعبون دور ريتا وشقيقها هما حقًا ملائكة الفيلم وروحه. كان من الضروري العثور على الأطفال المناسبين لأنهم يظهرون في كل مشهد.
لقد قمنا بمراجعة حوالي 200 طفل. صوفيا كانت الأولى التي رأيتها، حيث أخبرني مدير فريق التمثيل: "لدي فتاة". كانت قد مثلت في فيلم قصير من قبل، وكان أداؤها ممتازًا.
لكن لم تعجبني فكرة أن شعرها كان طويلًا للغاية وكان قصرها قليلاً غير ملائم. لذلك، رأيت 200 فتاة أخرى، ثم قررت أن نعود إلى صوفيا.
بمجرد أن دخلت، شعرت بالاتصال الفوري، وكنت مندهشة. بعد قص شعرها، كانت تطابق تمامًا الصورة التي رسمتها لريتا، وكل شيء أصبح سحريًا.
وبالنسبة للطفلين الذين يلعبان دور شقيق ريتا وطفل الجيران، كانت هذه تجربتهما الأولى على الإطلاق. لم يكونا قد ظهرا أمام الكاميرا من قبل. أحدهما يلعب كرة القدم، بينما الآخر يشارك في المسرح المدرسي.
لكنهم لم يعملوا في التمثيل من قبل، لذا كان عليهم تعلم كل تفاصيل العملية. عملنا معهم لمدة شهرين تقريبًا قبل بدء التصوير، وكانت التجربة مكثفة جدًا. رغم أنهم لم يعرفوا بعضهم البعض سابقًا، إلا أن هناك نوعًا من الاتصال بينهما.
من البداية. يمكن أن تُظهر القصة جوهرها من خلال عيون الأطفال. اتخذت العديد من القرارات بشأن التأطير لأنني أردت أن يختبر الجمهور القصة من منظور الأطفال فقط.
لم أكن أرغب في إظهار أي شيء آخر؛ كل شيء خارج الإطار. كان التركيز على ردود أفعالهم أمرًا ضروريًا لأننا بحاجة إلى فهم مدى صعوبة تعامل الأطفال مع عالم البالغين.
أشعر أن السرد في فيلمي لا يتبع المنطق دائمًا، بل يرتكز على المشاعر. أريدك أن تشعر بالفرح مع الأطفال، وأن تشعر بالخوف معهم. الأطفال يعيشون اللحظة بكل حواسهم.
عندما تُتاح لريتا ولولو فرصة الذهاب إلى حمام السباحة، يشعران بسعادة غامرة. ولكن فجأة، في لحظة واحدة، يتغير كل شيء.
بالتالي أحيانًا، لا يتمتع البالغون بنفس الحساسية ويركزون فقط على مشاكلهم الشخصية، مما قد يؤثر على الأطفال بشكل كبير.
في الفيلم، يُظهر كيف يمكن للأطفال أن يكونوا سعداء حتى في مواجهة الموت. أتذكر عندما كنت صغيراً، فقدت جدتي ولم أبكِ، لأنني رأيت الموت كجزء طبيعي من الحياة.
بالنسبة لي، كانت جدتي في مكان أفضل، في الجنة، مثل نجمة. لكن الأمر مختلف بالنسبة لنا نحن البالغين؛ بالنسبة لنا، الموت هو دراما كبيرة.
بينما بالنسبة للأطفال، هو مجرد جزء من الحياة. وهذا هو ما يجعل الفيلم مميزاً؛ فهو يجمع بين الدراما واللحظات الخفيفة، ويشع بالنور والأمل.
بطبيعة الحال فقد استمتعت كثيراً بحماس الأطفال عند الذهاب إلى حمام السباحة، وكان لدي شعور مشابه مؤخراً عندما طلبت قهوة وكعكة لذيذة في أحد المقاهي.
من الجيد الحفاظ على تلك الطاقة وهذا الشعور بالفرح. المشكلة هي أنه مع التقدم في العمر، نفقد الكثير من تلك المشاعر، وهذا مؤسف.
هذا سؤال كبير. عندما أتحدث مع الأشخاص الذين شاهدوا الفيلم، يتعرف الكثيرون على شخصيات مشابهة من حولهم، خاصة في الماضي؛ آباؤنا وأجدادنا كانوا يتسمون بذلك إلى حد ما لأن هذا كان السائد في المجتمع.
لكن في الفيلم، لا يُعتبر هؤلاء الأشخاص أعداء. الجميع ضحايا. في النهاية، تلك الذكورة التقليدية هي مشكلة اجتماعية عامة. ولهذا السبب، العلاقة بين الأب والابن في الفيلم هي حساسة ومعقدة للغاية.
الطفل لا يتطابق مع الصورة التي يرسمها والده، الذي يظن أنه يجب أن يكون قوياً وناضجاً. بينما الطفل يقول: "أنا لست مثلك. لا أريد أن أكون مثلك." هذا مؤلم جداً. هناك أجيال عديدة ما زالت تكافح ضد هذا التقليد والمجتمع. إنها معركة مستمرة.
وقت النشر : 2024-08-17 14:49:35 ·
يعتمد هذا الموقع على عرض الإعلانات في تحقيق الدخل ، نشكر تفهمكم الدائم ونتمنى لكم قضاء وقت رائع ... وشكراً :D .