الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي وهو سبط الرسول ومن صحابته رضي الله عنه. وكان كان خامس الخلفاء الراشدين قبل أن يتنازل لمعاوية بن أبي سفيان عن الخلافة رضي الله عنه.
أمه فاطمة بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث قالت عن ابنها الحسن بأنه أشبه الناس بالنبي. ولد الحسن بن علي في سنة 3 هجرية وقد كان النبي محمد يحبه كثيرا حتى أنه دعا الله قائلا : اللهم إني أحبه فأحبه.
كان الحسن بن علي ممن يتصدقون في أموالهم كثيرا , وكان ينفق بذلك على المحتاجين حيث وصف بالكرم المبالغ به من قبل الصحابة الذين كانوا معه.
كما أدى أمير المؤمنين الحسن رضي الله عنه فريضة الحج 25 مرة ماشيًا على قدميه وطالبًا الأجر من الله. وقد ورد في كتاب ابن كثير الدمشقي عن أن الحسن بن علي رضي الله عنه وعن أبيه كان له الكثير من الخصال الحسنة وكان كثير الشبه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر بأنه في حصار أمير المؤمنين عثمان بن عفان الخليفة في داره من قبل الثوار . حيث أمر علي بن أبي طالب أبناءه بالوقوف إلى جانبه والدفاع عنه في صد الظلمات التي حلت على أمير المؤمنين من قبل الخارجين عليه.
لفقد حرس الحسن بن علي بيت وأسوار عثمان بن عفان حاملا سيفه , وكان عثمان يخشى عليه من تربص الثوار به وأخيه الحسين. حيث أمرهم بالرجوع إلى منزلهم تطييبا لخاطر علي وخوفا عليهم.
أكرم علي بن أبي طالب ابنه الحسن إكرامًا كبيرًا , حتى أن كان الناس يتزاحمون عليهم في الحج لكي يتصافحون معهم. وكما قال الصحابي عبدالله بن الزبير : والله ما قامت النساء على مثل الحسن بن علي.
على سبيل المثال , لقد كان معاوية بن أبي سفيان يكرم الحسن إكراما كبيرا أيضا.
تقدم الحسن بن علي في الإصلاح بين المسلمين الذين اقتتلوا في معارك الفتنة الكبرى بعد مقتل الصحابي عثمان بن عفان. بالتالي فإن أول من بايع الحسن على الكوفة هو الصحابي قيس ابن سعد ابن عبادة.
كان تحت إمرة قيس ابن سعد قرابة 40 ألفًا من أنصار الخليفة على بن أبي طالب بعد مقتله من قبل الخوارج عام 40 هجري. حيث قال للحسن: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه وقتال المُحلّين.
ثم رد عليه الحسن قائلا : على كتاب الله وسنة نبيه , فإن ذلك يأتي من وراء كل شر.
بعد أن قام الناس ببيعة الحسن على الخلافة في الكوفة في العراق. قام بالخروج معهم إلى منطقة تسمى المدائن , ثم بعث بـ قيس ابن سعد على مقدمة الجيش 12 ألف رجل وأرسل بهم إلى معاوية بن أبي سفيان في منطقة تسمى مسكن في بلاد الشام.
فجأة ودون سابق إنذار أُربكت صفوف جيش الخليفة الحسن بن علي , و حدث ما يعرف بالهرج والمرج بين الجنود, وذلك بعد المناداة بأن القائد الصحابي قيس بن سعد قد قتل. حيث مراد ذلك نشر الشائعات وتشتيت شمل الحشود.
يقال بأن الفتنة بدأت من رجل قام بإلقاء الهتافات حول مقتل قيس ابن سعد. وقد صاغ أخبارا كاذبة وهو لم يقتل بالفعل. وعندما عرف أهل الكوفة بذلك سلبوا بساط الحسن بن علي.
على الرغم من أنه بايع أهل الكوفة , فقد تسببت حادثة مقتل أباه علي بن أبي طالب من الحذر الشديد في خلافتها وكان لشعبها مبغضًا. ذلك بعد أن طُعن في جسده ولكن لن يقتل منها , بل سُلب متاعه في المعسكر الذي كان فيه.
لم يستطع الخليفة الحسن صد العدوان الذي حل من طباع أهل الكوفة , حيث أرسل بذلك كتابا إلى الخليفة معاوية بن أبي سفيان يقصد منه الصلح وتوحيد الصفوف.
بعد أن وصل كتاب الحسن إلى معاوية في أمر الصلح , بادر معاوية وقام بإرسال رجلين من الصحابة من أبناء عبد شمس بن عبد مناف إلى الحسن لكي يجري التفاوض في أمر الصلح بينهما.
بينما وصل الصحابيان إلى الحسن في معسكره الواقع في منطقة المدائن , تم الإتفاق فيما بينهم على الصلح. ثم بعد ذلك كتب الحسن إلى قيس ابن سعد يحثه من جديد على مقدمة الجيش الذي قدر بحوالي 12 ألف مقاتل وقد أمرهم في الدخول في طاعة الخليفة معاوية بن أبي سفيان.
إلى أن جرت خطبة على الناس من قبل سعد ابن قيس داعيًا للناس قائلاً : أيها الناس اختاروا الدخول في طاعة إمام الضلالة (المخالفين والمُحلّين). ثم قالوا له , لا , بل ندخل في طاعة قتال إمام الضلالة وتمت البيعة مع الخليفة معاوية قاصدين بذلك توحيد صفوف المسلمين وقتال من يريد الضلالة.
بغرض وقف الفتنة ولأن بيعة الخليفة معاوية بن أبي سفيان لا زالت قائمة على بلاد الشام , قام أمير المؤمنين الحسن بن علي بالتنازل عن الخلافة في ربيع الأول في سنة 41 هجرية وتوقفت خلافته عن فترة لم تتجاوز 6 أشهر فقط.
بلغ الغضب مبلغه من عند جيش الحسن وتفوه بعضهم بقول تعسفي ضده قائلا : السلام عليك يا مذل المؤمنين. ثم رد عليه الحسن بحلمه وسعة صدره قائلا : لا تقل هذا لست بمذل لـ المؤمنين ولكني كرهت أن اقتلهم على الملك.
يا لروعة أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم , أرادوا بذلك صلحًا لحقن دماء المسلمين والصحابة ووقف القتال ضد المُلك.
دخل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى الكوفة وقد بايعه الناس وخطب فيهم , و بمشورة من الصحابي عمرو بن العاص طلب أن يخطب الحسن بن علي بالناس. بينما قال الحسن للناس في خطبته : أما بعد أيها الناس , فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بـ آخرنا.
فغضب منه معاوية وأمره بالجلوس , وبعد ذلك غادر الحسن الكوفة متجها إلى المدينة المنورة وبقى فيها إلى حين وفاته في سنة 49 هجرية. مات الحسن مسمومًا وحاول أخاه الحسين أن يخبره عمن سقاه السم , لكنه لم يكن ليخبره. ثم قال : الله أشد نقمة إن كان الذي أظن. وإلا فلم يقتل لي والله بريء.
لم يكن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان يريد الحكم ولم ينازع الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفي نفسه مقصدًا للسلطة. وإنما انشقت فرقتين من صفوف المسلمين والبعض منهم أبى أن يدخل في معارك الفتنة الجمل والنهروان .
لقد طالب معاوية عليًا بدم ابن عمه عثمان بن عفان رضي الله عنه ذو النورين الخليفة الأموي الأول , مقابل استلام الحكم خوفًا على مقتلة المسلمين من الخوارج ظلما وبهتانًا. بالتالي فإنه قالها مرارًا وتكرارًا : عثمان قتل مظلومًا!.
ثم أن الخليفة علي بن أبي طالب هو فقيه عالم له فلسفة ورؤية خاصة في ولاية أمر المسلمين , ربما كان في صفوف جيشه بعض المندسين الذين أرادوا هدم الخلافة الإسلامية عندما عجز عن العثور عليهم وهذا ما خشي منه معاوية والله أعلم.
وقت النشر : 2023-05-04 18:10:56 ·
يعتمد هذا الموقع على عرض الإعلانات في تحقيق الدخل ، نشكر تفهمكم الدائم ونتمنى لكم قضاء وقت رائع ... وشكراً :D .